جامعة صحار تُطلق الندوة الدولية حول التعاون العلمي العربي والدولي في البحث العلمي والابتكار

صحار، 24 فبراير 2025 – انطلقت يوم أمس الاثنين أعمال الندوة الدولية حول “التعاون العلمي العربي والدولي في مجال البحث العلمي والابتكار”، التي تنظمها جامعة صحار بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكاروإتحاد مجالس البحث العلمي العربية بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء الدوليين وصنّاع القرار في مجالات البحث العلمي والتعليم العالي. وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد/ محمد بن ثويني آل سعيد وبحضور معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت ابراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وعدد من السفراء وأصحاب السعادة. وتستمر الندوة لمدة يومين.
شارك في الندوة ممثلين من 11 دولة : جمهورية مصر العربية ، الجمهورية الليبية ، دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الكويت، المملكة العربية السعودية ، دولة قطر، مملكة البحرين، جمهورية تونس، الجمهورية العراقية، وفرنسا. مثلو 20 مؤسسة أبرزها إتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، مركز اليونيسكو الاقليمي للجودة والتميز في التعليم، الوكالة الجامعية للفرانكفونية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، اتحاد الجامعات العربية، منظمة الألكسو، والوكالة الجامعية الفرنكوفونية، إلى جانب ممثلين عن كبرى دور النشر الأكاديمية الدولية مثل Elsevier، وغيرها.
شهد حفل الافتتاح كلمة رسمية من معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أكدت من خلالها “تأتي هذه الندوة ضمن صحوة عربية تؤمن بالأهمية القصوى لقطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في بناء كوادر عربية ممكنة بقيم راسخة ومهارات متنوعة تجعلها قادرة على المنافسة عالميا لضمان استدامة مجتمعاتنا العربية العريقة وتطور اقتصاداتها ولتُبنى هذه الاقتصادات على العلم والمعرفة والتقانة معظمة الفائدة من مواردنا الطبيعية وواضعة نصب أعينها أهمية تبوئها المكانة المرموقة التي تصبو إليها بين دول العالم.” إضافة إلى كلمات من ممثلي اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، اتحاد الجامعات العربية، الوكالة الجامعية الفرانكفونية، ومركز اليونيسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم تلخصت حول التعريف بأنشطة المنظمات العربية والدولية المشاركة.
وتهدف الندوة إلى دعم التعاون العلمي والعربي والدولي لمؤسسات البحث العلمي والابتكار العمانية، واستعراض التجارب العربية في مجال البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى بحث فرص التعاون بين المؤسسات البحثية في السلطنة، وعربياً ودولياً. بالاضافة إلى عرض الاستراتيجية الوطنية العمانيةللبحث العلمي والتطوير والاستراتيجية الوطنية للابتكار 2040 لسلطنة عمان. بالاضافة إلى التعريف بأنشطة المنظمات العربية والدولية المشاركة في الندوة.
وعن أهمية هذه الندوة قال الدكتور حمدان بن سليمان الفزاري رئيس جامعة صحار ” تأتي هذِهِ الندوةُ مِنْ أجلِ الارتقاءِ والتعاونِ بالبحثِ العلمي والابتكارِ بين مؤسساتِ التعليمِ العالي والبحثِ العلمي والابتكارِ بالسلطنةِ ونظيراتِهَا مِنَ الدولِ العربيةِ والدوليةِ، وكذلِكَ هي فرصةٌ لتبادلِ المعلوماتِ وأفضلِ الممارساتِ عَنِ البحثِ العلميِ والابتكارِ ودورِهِ في صناعةِ التنميةِ الشاملةِ المستدامةِ، وصولاً إلى تعاونٍ وشراكةٍ بناءةٍ تُؤدي إلى نِتَاجٍ بحثيٍّ فَعَّالٍ ومؤثرٍ يُسَاهِمُ في تقدم الجامعات، ونُمُوِ اقتصادِ البلدان والمجتمعات.” وأضاف قائلا ” لقدْ أدركَتْ مؤسساتُ التعليمِ العالي في سلطنةِ عُمانَ عامةً وجامعةُ صُحارَ خاصَةً، أنَّ العملَ ضِمْنَ الشراكةِ والتعاونِ هو السبيلُ الوحيدُ لبناءِ قدراتٍ أكبرَ، وناتجٍ بحثيٍّ أوفرَ. وعليه فإنَّ الركائزَ الأساسيةَ للشراكةِ والتعاونِ التي تنتهجُهَا جامعةُ صحارَ تتمحورُ حولَ الأوساطِ الأكاديميةِ: من ناحيةِ التعليمِ والتَّعَلُّمِ، حيثُ يكونُ طلابُ جامعةِ صحارَ وموظفوها، والبنيةُ التحتيةُ هُمَا القلبُ النابضُ لهذِهِ الركيزةُ. بينما يلعبُ القطاعُ الصناعي دوراً رئيساً وبارزاً في تطويرِ البحوثِ ذاتِ التأثيرِ والاستفادةِ من مخرجاتِهَا. ويكونُ دورُ الحكومةِ في الشراكةِ دوراً محورياً يتمثَّلُ في وضعِ السياساتِ، وتقديمِ المنحِ والكراسي البحثيةِ ونقلِ المعرفةِ، التي تساهِمُ بفعاليةٍ في أهدافِ الأولوياتِ الوطنيةِ. ومن إيمانِنَا الراسخِ بمنهجيةِ أنَّ البحثَ والتطويرَ (RD)، يقود إلى الابتكارِ، وأنَّ الابتكارَ يقودُ إلى مشاريعَ بحثيةٍ جذابةٍ، تُسهِمُ في توفيرِ العوائدِ الماديةِ والوظائفِ المستدامةِ، وتحقيقِ الرفاهِ الاجتماعي للدول والمجتمعاتِ.”
ويشمل برنامج اليوم الأول محاضرتين رئيسيتين، الأولى حول التعاون العلمي العربي: الفرص والتحديات، يقدمها الأستاذ الدكتور محمد مراياتي، خبير العلوم والتكنولوجيا للتنمية المستدامة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. أما المحاضرة الثانية، فسيلقيها الأستاذ الدكتور محمد عيساتي، نائب رئيس الخدمات والبيانات التحليلية بدار النشر Elsevier، متناولًا موضوع جامعات الجيل الرابع والتقييم الأكاديمي.
والجدير بالذكر تم خلال الافتتاح توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة صحار وجامعة نيد للهندسة والتكنولوجيا في كراتشي بجمهورية باكستان (كرسي السلطان قابوس لتقنية المعلومات بجامعة نيد – تم إنشاؤه عام 2004).
كما انطلقت جلسات نقاشية متخصصة، كان أبرزها الجلسة الأولى التي تناولت “البحث العلمي والابتكار”، بإدارة الأستاذ الدكتور غسان الكندي، مساعد رئيس جامعة صحار للبحوث والابتكار، حيث قُدمت عروض عن استراتيجية سلطنة عمان 2040 في البحث العلمي، إضافة إلى مبادرات الاتحاد العربي للبحث العلمي وبرامج التعاون العلمي العربي الأوروبي.
وتواصلت أعمال الندوة بجلسة ثانية حول “البرامج الجامعية للمنظمات العربية والدولية”، تضمنت عروضاً مرئية من الوكالة الجامعية الفرانكفونية واتحاد الجامعات العربية حول برامج دعم البحث العلمي والتصنيفات الأكاديمية.
تأتي هذه الندوة كجزء من الجهود المستمرة لجامعة صحار لتعزيز دور البحث العلمي والابتكار في دعم التنمية المستدامة، وإيجاد جسور تعاون فعالة بين الباحثين والمؤسسات الأكاديمية داخل وخارج العالم العربي. ومن المقرر أن تستمر فعاليات الندوة في يومها الثاني، متضمنة جلسات إضافية تتناول أحدث المستجدات في البحث العلمي والابتكار، إضافة إلى جلسة حوارية موسعة حول التعاون العربي والدولي في البحث العلمي، بمشاركة نخبة من القيادات الأكاديمية والبحثية.