2025-10-16
IMG_6511
أسلوب الإقناع وسيلة هامة يلجأ إليها كثير من الآباء والأمهات مع أطفالهم والمربون مع تلامذتهم، وكذلك تجده في كثير من المؤسسات التي تهتم بأمور التوجيه والإرشاد، وهي أحد الوسائل التي يلجأ إليها الفرد عندما يريد أن يثبت حجته أو وجهة نظره للآخرين.
‏     لذلك ولكي تنجح هذه الطريقة وتكون مقبولة لدى الطرف الأخر، يجب على صاحب الطرح أو القضية أن يتعامل بأسلوب فيه نوع من الاحترام والتهذيب تجاه الشخص الذي يقوم بمحاورته أو توجيه، يقول أحدهم عندما كنت في سن الخامسة عشر من عمري، حدث معي موقف مع إمام مسجد الحي الذي أسكنه فيه، ولا زال ذلك الموقف مترسخ في ذهني لهذا اليوم، يقول هذا الشاب  ذات يوم وبعد انتهاء الصلاة من أحد الفروض، ناداني ذلك الشيخ أمام المصلين وهو يصرخ بصوت عالي لماذا شعرك طويل، هل تحب أن تتشبه بالبنات، لماذا لا تكون مثل زملائك المحترمين؟؟..الخ من الأقوال والأوصاف التي لا يحب أي شخص أن يسمعها، فما بالك عندما يكون والدك هو من بين أولئك المصلين، يكمل الشاب حديثه ويقول لقد تسبب ذلك الشخص(إمام المسجد)في إحراج شديد لوالدي أكثر من الإحراج الذي شعرت به أنا، ولذلك فان الموقف قد أوجد في نفسي كره شديد لذلك الشيخ حتى وقتنا هذا.
‏ما ذكرته هو مثال واحد فقط من جملة الأمثلة والقصص التي تسرد لنا أخطاء بعض الموجهين والمرشدين في عملية النصح والإرشاد، هناك رغبة كبيرة لدى بعض الأفراد في المساهمة نحو إقناع المجتمع بفكرة معينة أو توجيههم نحو سلوك ما، أو نصحهم من خطورة عادة أو فعل مشين، ولكن بعضهم ينقصه الأسلوب المهذب عندما يحاور الآخرين، فماذا تتوقع من شخص يستخدم( الصراخ ـ الاستهزاء ـ الغرور) عندما يقوم بتوجيه فرد أو جماعة معينة.
‏    إن الحوار الراقي والمتحضر الذي نأمله أن يكون شعار كل لقاء أو عملية نصح وتوجيه، هي أن يكون هناك جو يسوده الاحترام والتقدير وكذلك الابتعاد عن السخرية والاستهزاء بشخصية من نحاوره، وأيضا ضرورة حفظ اللسان من كل تعبير وكلمة قد تجرح مشاعر الآخرين، وأخيرا  لا ننسى أن شخصية المتحاور وأسلوبه الجيد واحترامه  لمن يحاوره والموضوعية في الرأي  وابتعاده عن التعصب أو استخدام كلمات بذيئة هي التي سوف توجد له حضور عند عقول وقلوب المستمعين.
‏  إن منهج الإقناع المهذب والأسلوب الجميل يؤديان إلى نتائج ممتازة تفوق ما يتصوره أحد الأطراف، ومن ذلك الرفق واللين في الأمور والتعامل( يقول النبي صلي الله عليه وسلم: ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)، فحسن الخلق والمحبة بين البشر درب يؤدي إلى السلام والأمان والرخاء.

‏د.حميد بن فاضل الشبلي
‏⁦‪humaid.fadhil@yahoo.com‬⁩

‏ ⁧‫#مساء__الخير‬⁩

اترك تعليقاً